الحياة تجارب ودروس .. ولكن متى وكيف !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

راودتني فكرة اليوم وأردت طرحها هنا للنقاش معكم ..

الجميع يتفق على أن الحياة تجارب ودروس .. و طالما أنت تعيش في هذه الحياة يجب عليك أن تستفيد من تجارب الآخرين

كل شخص لديه شخصية أو رؤية مستقبلية لنفسه .. لذاته .. لعالمه في شتى المجالات .. وكثير من هم الذين يعتقدون أنهم كونوا فكرة واضحه عن أنفسهم .. فتجد من يقول ( أنا أستطيع فعل هذا ولا أستطيع فعل ذاك ) ( أنا لن أتمكن من فعل هذا لأنني أعلم بأنني غير قادر على ذلك .. ولكن ان أعطيتني هذا فسوف أقوم به على أتم وجه )

لسبب ما، أشعر بأن من يقول ذلك يظلم نفسه ولا يعرفها حقا !

هل صحيح أن من يقول ذلك لا يعلم كيفية عمل الشيء الذي طلب منه ؟؟ هل حقا ليست لديه القدره على عمل ذلك ؟

قد يقول البعض نعم ! بديهي أن يقوم الشخص بالاعتذار عما لا يستطيع القيام به .. لا يختلف اثنان على ذلك ..

لكن ، الا تظنون أن من يقول ذلك قد وضع نفسه في علبة صغيرة أو صندوق صغير لا يرد اخراج قدراته منه !؟

لا يمكنك أن تعلم ما أنت جيد فيه وما لا تحسن القيام به الا اذا حاولت و جربت اكثر من 3 مرات أن تقوم به .. ولكل قاعدة شواذ .. فقد يكون جرب ولكنه حقا لا يستطيع ..

ولمن يفعل ذلك ، لماذا يضع نفسه في اطار ضيق لمجرد أن ( يعرف نفسه ) !!!

أعتقد بأن الله تعالى خلقنا في أحسن صورة .. ولم يولد الواحد منا متعلما ! فلماذا يحد المرء من قدراته !!؟؟

مثلا كأن يقول الناس دائما ( النساء لا يمكنهم وصف الطريق او الشوارع ) ! حسنا، لماذا بدلا من الاستهزاء واخذ ذلك كنقطة ضعف ، حولها إلى نقطة قوة .. يمكن للنساء ملاحظة مالا يلاحظه الرجال وبالعكس .. لذلك خلق الله زوجا من الذكر و الانثى ! فيمكن للأنثى أن تتعلم من الرجل المهارات التي تحتاجها للحياة .. لم لا ؟؟؟!! وبالعكس ^_^

وأيضا، قول بعضهم ( من المستحيل على الرجال أن يكونوا منظمين ! فهم لن يستطيعوا أبدا القيام بأمور المنزل أو حتى حمل مسؤولية غرفهم الخاصه ) أحقا ذلك !!! ألا يمكنهم تنظيم أمورهم في نصف ساعة فقط !!! أعتقد بأن هذا إجحاف بحقهم و ارهاق للمرأةّ!

أكثر ما يؤسفني هو أن الكثير أصبح يأخذ هذه العبارات من المسلمات في الحياة ويرددوها عميانا دون اكتشاف حقيقي لذاتهم .. فتجد الكثير من الرجال يقول ( من المستحيل على المرأن أن تصف بصورة صحيحة ) و هناك امكانية كبيرة في أنه لم يقابل امرأه تقوم بذلك، وان فعل، لم يجرب تعليمها ..

وتجد الكثير من النساء يقلن ( من المستحيل على الرجال تنظيف وترتيب غرفهم ) مع أن تعليهم ذلك وتشجيعهم عليه أمر بسيط وسهل !

نحن نترك النضج الفكري والشخصي حتى ( مرحلة النضوج ) وترى الكثير ممن يصلون لهذه المرحله لا يزالون في ( طور النضوج )

هل للنضج الفكري و الشخصي علاقة بسن معين ؟؟

السنة تتكون من 365 يوما .. لو أن الشخص استفاد درسا واحدا فقط كل يوم .. لنضج بصورة طبيعيه قبل ما يسمونه بـ ( مرحلة النضوج)

فلو علم الآباء والأمهات اطفالهم درسا واحدا عن الحياة يوميا .. لنضج الأطفال سريعا .. ولكن للأسف الكثير من المجتمعات تقول ( انه لا يزال صغيرا .. سيكبر ويتعلم فيما بعد )

إلى متى نؤجل تعليم مهاراة الحياة لأنفسنا ولأبناءنا ؟ إلى متى نقول ( سيكبر ويفهم يوما ما )

لا أؤمن بأقوال الناس التي تساعد على تأخر النمو العقلي .. ولا أؤمن بالمسميات العلمية و الألفاظ المنمقة في التعبير عن مشاكل وحالات المجتمع .. فالشخص ان بدأ بنفسه ليطور نفسه ثم عائلته .. لن تكون هناك حاجة للتعقيدات الفلسفية في التعبير عن مشاكل الفرد ..

ألا توافقونني الرأي ؟

اوآفقك بشده ..